صلاح الدين بوجاه وجه من أبرز الوجوه الروائية التي شغلت الساحة الأدبية في تونس وفي بلدان المشرق العربي خلال العشرين سنة الماضية. نظم الشعر وكتب القصة القصيرة والرواية والمسرحية، وله بحوث ودراسات أدبية
النخاس
تعد رواية " النخاس " للروائي
التونسي المتميز صلاح الدين بوجاه، واحدة من الروايات التي وصلت إلى ذروة
الاغتراف من التراث السردي القديم، ومحاولة إعادة تشكيله في ضوء معطيات جمالية
وأسلوبية ودلالية تعبر عن التراسل بين الماضي والحاضر، من خلال صهر فنيات السرد
القديم بجماليات الإبداع الروائي المعاصر، بحيث لم ينبت الوعي الروائي الحديث
عن شجرة نسبه البكر الكامن في أوليات الحكي لدى القدماء، حين تراسلت لديهم فنون
الشعر والمشهد الحواري، إلى جوار صناعة الخبر و المقامة، لتكون هذه الفنون في
كليتها العميقة نزعة إنسانية تصب في مجر أوسع يعبر عن مبدأ راسخ يشير إلى أهمية
السرد.
لون الروح
"يبدو أنّ أصحابنا ينقّبون عن
لون الرّوح فيما وراء السِّحنة الخارجية، ويرغبون فى الوصول إلى اكتشاف ضمائر
النّاس وخالص أسرارهم"
بهذه العبارة استهل الأديب التونسى "صلاح الدين بوجاه" روايته "لون الروح"،
الصادرة عن دار "هفن" للنشر والترجمة، والحاصلة على جائزة "كومار" التونسية .
وبحسب صحيفة " الشروق" يتضح هدف ودور أبطالها، الذين يضطلعون بمهمة غاية فى
الخصوصية والسرية فى آن، رغم أنها تقوم بالأساس على انتهاك وسلب الإنسان لأية
خصوصية بدءا من الجسد الذى استعبدته كاميرات المراقبة، ومرورا بالذهن، وانتهاء
بالروح التى صاروا يفتشون بدأب عن لونها!.
النهر قرب المدينة
في روايته الأخيرة ‘النهر قرب
المدينة’ ظل بوجاه وفيا للنمط السردي الذي شتهر به منذ أولى أعماله القصصية
والروائية التي صدرت منذ منتصف ثمانينات القرن الماضي . فالسرد في تجربته أسلوب
روائي ومسار للحدث الروائي يستجمع شتى الأدوات الفنية والرمزية في نسق دائري
واقعي وعجائبي يمتزج في ثناياه الواقعي بالأسطوري والعجائبي مما يجعل نظرة
القارئ تنساب مع النص/الحدث انسيابا شفيفا ويكون المشهد الروائي سلس الانقياد
ومطوعا للاستكشاف والتحليل.